الثلاثاء، 4 مارس 2014

طريقة ثيرستون ( مقياس الفترات متساوية الظهور)

طريقة ثيرستون ( مقياس الفترات متساوية الظهور)

مقدمة



     بدأ قياس الاتجاهات بشكل ظاهر عندما اقترح ثرستون طريقته منذ اكثر من 40 سنة . وظهر الوصف الكامل لأول اختبار له في قياس الاتجاهات سنة 1929 باسم قياس الاتجاه وكان يمثل جهدا مشتركا بين ترستون وشيف وكانت محاولتهما تهدف إلى وضع مقياس على نحو ما طبقاه في وضع المقياس نحو الكنسية . ولقد أعد ثرستون وتلاميذه ما يزيد على 30 مقياسا لدراسة الإتجاهات نحو الكتاب المقدس وتحديد النسل والرقابة والصينيين والشيوعية والطلاق والوضع الاقتصادي للمرأة والإرساليات الأجنبية وحرية التجارة وحرية الكلام ومسئولية الألمان في الحرب وفي الاعتقاد في وجود الله نحو الأمانة في الأعمال العامة والهجرة والزنوج والقانون و الوطنية ومعاملة المجرمين وعقوبة الإعدام وما إلى ذلك من الموضوعات التي درست ثرستون وتلاميذه اتجاه الناس نحوها(غنيم ، 1972)

     اقترح لويس ثيرستون طريقته لقياس الاتجاهات نحو عدد من الموضوعات وأنشأ عدة مقاييس وحدتها معروفة البعد عن بعضها البعض أو متساوية البعد .(زهران ، 1984)

     ويتكون المقياس من عدد من الوحدات أو العبارات لكل منها وزن خاطئ وقيمة معبرة عن وضعها بالنسبة للقياس ككل ( زهران ، 1984)، وطريقة إعداد هذا المقياس في الأصل شديدة التعقيد (عبد الخالق ، 2000)

خطوات بناء المقياس :


       إن المشكلة في بناء المقياس هي اختيار المجموعة المناسبة من العبارات وتحديد المواقع التي تمثلها كل عبارة والخطوات التي ابتعها شيف كانت كالتالي :

(1)         جمع العبارات :
يتطلب الأمر جمع بعض الأفكار عن موضوع الاتجاه المراد دراسته وقد تجمع من الصحف وفي العادة بعد جمع الفقرات تكتب كل فقرة منهاعلى بطاقة منفصلة مع مراعاة الدقة في الصياغة وقد اشار وانج أحد تلاميذه إلى بعض القواعد التي يجب مراعاتها عند صياغة الفقرات نشير منها إلى أنه: ( غنيم ، 1972):
1-    يجب أن تكون الفقرة قضية قابلة للمناقشة بمعنى أن تمثل فكرة ولا تمثل حقيقية لا تقبل الجدال
2-    يجب أن تناسب الفقرة الاتجاه الفقرة الاتجاه المراد قياسه
3-    يجب أن تكون الفقرة بسيطة وليست مركبة
4-    يجب أن تكون  الفقرة قصيره.
5-    يجب أن تكون الفقرة كاملة في بيان اتجاه محدد نحو موضوع خاص
6-    يجب أن تحتوي الفقرة على فكرة واحدة
7-    يجب أن تكون الفقرة واضحة ومحددة ومباشرة ، ومن ثم يجب أن تستبعد الفقرات الغامضة والمبهمة .
8-    يجب أن توضع الفقرة في صيغة المبني للمعلوم وليس في صيغة المبني للمجهول .

(2)         تقييم العبارات :
بعد جمع الفقرات وصياغتها جيدا  يكتب كل عبارة على ورقة مستقلة ويعرض كل العبارات على مجموعة من المحكمين الخبراء في الميدان ( قد يصل عددهم إلى مائة  ) ويطلب من كل منهم بشكل مستقل عن غيره من المحكين أن يضع كل عبارة في خانة من 11 خانة بحيث تكون أكثر العبارات إيجابية في الخانة رقم 1 وأكثرها سلبية في الخانة رقم 11 والمتوسطة في الخانة رقم 6 وهكذا . ثم يستبعد العبارات الغامضة أو غير المناسبة والتي اختلفت في شأنها المحكومون ويستبقى العبارات التي اجمعوا عليها .. ويلاحظ أن العبارات تكتب في المقياس بشكل عشوائي ، أي غير مرتبة تصاعديا أو تنازليا حسب أوزانها بحيث يحكم الفرد على العبارة من حيث تأثير محتواها  عليه ومدى تمشي هذا المحتوى مع اتجاهه بدلا من أن يستدل على شدة محتواها من مجرد ترتيب وضعها بالنسبة لغيرها من العبارات . ويدل الوزن العالي على الإتجاه الموجب والوزن المنخفض على الاتجاه السالب ( زهران ، 1984)..

(3)         تحديد أوزان الفقرات :
يقوم الباحث بحساب القيمة المتوسطة ومعامل الغموض لكل عبارة ، ولتحديد هذه القيم ، نحسب أولا عدد مرات تكرار كل فقرة بالنسبة لكل موضوع على المقياس وهذا يعطينا التوزع التكراري البسيط نحول هذا التوزيع البسيط إلى توزيع تكراري متجمع . ثم بعد ذلك نحول هذا التوزيع التكراري المتجمع إلى توزيع مئيني متجمع .

(4)         وبعد تحديد القيمة الوسيطية :
 فمن المفيد أن ترتب العبارات حسب قيمتها الوسيطية ويتحدد العدد الكلي للعبارات التي تستبقى في المقياس بطريقة افتراضية وكان ثرستون يميل إلى جعل عدد فقرات المقياس 20 فقرة أما غيره فكانوا يختلفون بالنسبة للعدد .

(5)         والخطوة الأخيره هي اختيار الوحدات التي تتوزع فيما بينهما لتمثل حدا واسعا من الشدة يسمح للمفحوصين بالتعبير عن اتجاتهم أحسن تعبير .
     هذا وإذا كانت لدينا عددا كبيرا من الفقرات الصالحة ، فمن الممكن عمل صورتين متكافئتين. ويجب وضع الفقرات في كل صورة عشوائيا وليس حسب ترتيب اوزانها في المقياس.

ويتكون المقياس الواحد عبارة من عبارات تتراوح بين 20 – 50 عبارة
وفيما يلي نموذج توضيحي يضم 11 عبارة مختلفة من 32 عبارة يقسمها المقياس الاساسي لقياس الاتجاه نحو الحرب بطريقة ثيرستون ( زهران ، 1984):

(1)         الحرب لا مبرر لها
(2)         الحرب صراع مرير يحطم النفس
(3)         الحرب إفناء لا داعي له للنفوس البشرية
(4)         مكاسب الحرب لا تساوي بؤسها ومآسيها
(5)         الحرب لا داعي لها إذا أمكن تفاديها بدون فقدان لكرامتها
(6)         من الصعب أن نقرر ما إذا كانت الحرب ضارة أم نافعة
(7)         هناك بعض الآراء تؤيد الحروب
(8)         في ظروف معينة، تكون الحرب ضرورية لتحقيق العدل
(9)         الحرب أسلوب ناجح لحل المشكلات الدولية .
(10)     الحرب تثير همم وجهود الرجال
(11)     الحرب هي أسمى الواجبات الوطنية .

وعلى المفحوص أن يضع علامة ( + ) إلى جانب العبارة التي يرى أنه موافق عليها .
ويلاحظ على هذا المقياس أنه قد يشتغرق وقتا طويلا في اعداده وأن الأوزان قد تتأثر بالتحيزات الشخصية للمحكميم خاصة المتطرفين في تحيزهم وقد تكون العبارات المتساوية البعد في نظر الحكام ليست كذلك في الواقع بالنسبة للمحوصين وقد يقترب متوسط التقدير للفرد من متوسط التقدير لفرد آخر مع اختلاف دلالة كل من المتوسطين ( زهران ، 1984)
ولقد استخدمت طريقة ثيرستون في قياس الاتجاهات نحو الحرب ونحو تنظيم النسل ونحو الزنوج والصينين وهكذا وقد استخدمتها مثلا ماك كرون لقياس الاتجاهات نحو السكان الأصليين في جنوب أفريقيا .( زهران ، 1984)

الثبات والصدق :

بالنسبة للثبات فمن الممكن دراسته بالتجزئة النصفية أو بإيجاد معامل الارتباط بين الصور المتكافئة للمقاييس . وقد ذكر ثرستون أن ثبات جميع المقاييس عند يزيد على 0.80 وإن كان باحثون آخرون وجدوا ارتباطات أقل على نحو ما أوضحت أبحاث ايكرت وروسلو و ميرفي ( غنيم ، 1972)

أما بالنسبة للصدق ، فقد حسبه ثرستون وشيف بأن أوجد الارتباط بين مقياسهما نحو الكنيسة ومقاييس التقدير الذاتي في ضوء تمييزها للمجموعات الدينية وفي ضوء تمييزها بين الأعضاء المنتمين أو غير المنتمين للكنسية وقد أوضحا الدرجات على مقياس الاتجاه يرتبط مع مقاييس التقدير 0.67 وأن الكاثوليك يحصلون على درجات أعلى من اليهود وأن الأعضاء المنتمين إلى الكنسية يحصلون على تقديرات أعلى من غير المنتمين .( غنيم ، 1972 )

مشكلة المقياس :

وثمة مشكلة كامنة في وضع المقاييس من نوع مقياس ثرستون ترجع إلى الآثار الممكنة لاتجاهات الحكام أنفسهم على تصنيف العبارات ، وقد أدرك ثرستون هذا في قوله : " إذا اعتبر المقياس صادقا ، فإن أوزان العبارت يجب ألا تتأثر بآراء الناس الذين ساهموا في بناء المقياس ، ثم أضاف ، وإلى أن تظهر الأدلة التجريبية ، سوف نفترض أن أوزران العبارات مستقلة عن توزيع اجاه الناس الذين صنفوا العبارات "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق