الخميس، 17 أبريل 2014

أسئلة الأطفال (1) Children's Questions


أسئلة الأطفال  

Children's Questions


       

يبدأ الطفل بمجرد تعلمه الكلام أن يطرح الأسئلة على المحيطين به وأسئلته غالبا تتوجه إلى إشباع حب الاستطلاع المتأصل فيه ، غير أنها من بعد ومع استمراره في النمو تدفع إليها دوافع أخرى بخلاف حب الاستطلاع
، فقد يسأل ليستطيع أن تكون له علاقات بالآخرين أو ليلفت إليه الانتباه أو ليتحصل له الاطمئنان أو ليمارس الكلام أو ليضايق البعض طالما أن كثر الأسئلة تزعجهم وهو يريد ذلك تعبيرا عن السخط أو الإحباط أو الكراهية. والأوفق أن نجيب على أسئلة الأطفال حتى لو كان لدينا الإحساس أنها تصدر عن دافع آخر خلاف حب الاستطلاع أو حب المعرفة، وذلك لأن عدم الرد على الطفل أو نهره كلما طرح سؤالا يجعله ينكص عن أن يسأل بالمرة فنحرمه من وسيلة هامة إن لم تكن أهم وسائله لتحقيق التعلم [1].



متى ولماذا يسأل الأطفال

      يسير الطفل في نمو في مراحل مختلفة تتميز بمراحل مختلفة خصوصا من الناحية النفسية وفي وسط أو نهاية المرحلة من 2 إلى 5 سنوات تبدأ وتكثر الأسئلة الدالة على تعطش الطفل للمعرفة وهناك أسباب أخري قد تدفع الطفل للسؤال وتتمثل في[2] :

1-             الخوف و القلق ولهذا يحب الطفل أن يعرف أسماء الأشياء وأسباب الظواهر المتعددة

2-             حب الاستطلاع وهذا يزيد من مهارة الطفل وخبراته وينمي شخصيته

3-     عدم فهمه للحياة فهو يرى الحياة من منظوره الخاص ولا يفهم من أين جاءت الحياة وكيف بدأت فهو لا يفهم لماذا تختفي الشمس ولماذا تهطل الأمطار

4-             الطفل يحتار حين تختفي الوجوه بسبب الموت ولماذا ولد له أخ أو أخت تنازعه عرشه



       وإن نسبة كبيرة من أسئلة الطفل تعود إلى الخوف  أي المخاوف من أشياء لم يكن للأطفال أي خبرة سابقة ومباشرة فالطفل يسال بهدف الحصول على الطمأنينة .



الدوافع الأخرى التي تثير أسئلة الطفل

1-             حب الأطفال إلى الاختلاط الاجتماعي فهم يسألون بهدف جلب الانتباه

2-             التعبير عن المقاومة والتمرد على الكبار  وقد يستخدمه لسخطه على سلطة الأب أو الأم

3-             وقد يلجأ إليها لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم .

4-     وقد يلجأ الطفل لإحراج الكبار وتحديهم وقد يلجأ لتحقير الكبار مثل قوله ( لماذا أنت سمين ؟؟ )

5-             وقد يلجأ الطفل للأسئلة قبل موعد نومه فقط لتأخير موعد نومه

6-             وقد يتدخل الطفل في الحديث ويسال أسئلة متتابعة فقط ليلفت انتباه الأهل

وكل هذا ما هي إلا أساليب ومحاولات للطفل للتمركز حول الذات أو للتعبير عن حالته المزاجية والانفعالية وفي الواقع أن أحيانا أسئلة الطفل تدل على ذكاءه أو تدل على اتزانه الانفعالي وتوافقه الشخصي 
[3]

التربية الجنسية.. متى وكيف؟

يلاحظ المرء بكل سهولة ويُسر الاضطراب الذي ينتاب الأهل حينما يكتشفون - فجأة - أن عليهم الإجابة عن أسئلة الأولاد "المحرجة" حتى إن بعض الآباء يصف مواجهة هذه الأسئلة "بالورطة"، ويعتمد الكذب في محاولة التخلص من الحرج الذي تسببه له، ويرجع هذا الارتباك إما إلى أن معظم الأهل أنفسهم تم تعرفهم على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع "التربية الجنسية"، أو أن الوالدين يشعران بأن عملية "التوعية" والخوض في الموضوع قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياتهما الجنسية الخاصة "الحميمة"، مما يثير لديهما تحفظًا[4].

أما على الجانب الآخر، فالأبناء لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرًا طبيعيًّا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة.

ولا أعتقد أن الإخصائية الألمانية "مارلين ليست" أخطأت حينما قالت: "إن استعدادنا لتقبل الحديث عن الجنس مع أبنائنا أكثر فائدة من أوضح الكتب المصورة عن الأعضاء الجنسية". فإن استعدادنا للتعامل مع هذا الفضول - نحن الآباء والأمهات - واجب أساسي وليس هامشيًّا، ولا بديل عنه في هذا الأمر؛ لأنه يحدد موقف الابن/ الابنة من الجنس، وبالتالي يحكم على حياته الجنسية المستقبلية بالنجاح أو الفشل[5].

لذا كان لا بد من رفع الالتباس لدى الأكثرية من أولياء الأمور بين "الإعلام الجنسي" و "التربية الجنسية"، فالإعلام الجنسي هو إكساب الفتى/ البنت معلومات معينة عن موضوع الجنس، أما التربية الجنسية فهي أمر أشمل وأعم؛ إذ إنها تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الولد/ البنت من هذا الموضوع في المستقبل[6].



التربية الجنسية …..من يقوم بها؟؟

هناك فكرة شائعة، ألا وهي أن الأب هو المحاور الطبيعي للولد الذكر في موضوع الجنس، وأن الأم - بالمقابل - هي المحاورة الطبيعية لابنتها في هذا الميدان؛ ولكن حتى يكون تناولنا للأمور تناولا واقعياً لابد من الاعتراف بأن هناك غياب معنوي للأب عن عالم الابن نجده شائعًا في مجتمعنا الشرقي لا بسبب انشغال الآباء وحسب ، بل بسبب اعتقادهم أن أمور الأبناء - والبيت بشكل عام - شأن أنثوي بحت يتركونه للأم ، فيما ينصرفون هم إلى الأعمال والعلاقات الخارجية ، وإلى تحصيل المال لإنفاقه على الأسرة. لكن يؤكد علم النفس المعاصر على أهمية مشاركة الأب في تنشئة وتربية الأبناء بشكل فاعل لأن ذلك يساهم في اكتمال النمو النفسي لهم سواء كان الأبناء فتيان أو فتيات وذلك على صعيد " التربية الجنسية" أو على الصعيد العام[7].



باختصار إن إعداد الفتى إلى تحولات المراهقة العتيدة ، الأفضل أن يختص به الأب الذي من جنسه ، وذلك لأن الموضوع هنا يعني الفتى بصورة شخصية مباشرة ؛ مما يضفي على الحديث طابعًا حميمًا جدًّا ، مما يساعد على نمو الرجولة لدى الصبي ، وحديث الأم إلى ابنتها يقربهما من بعض ويساعد على نمو الأنوثة لدى البنت.



ولكن إذا وجد أحد الوالدين أنه غير قادر على خوض الموضوع بشكل سليم مع الفتى ، فالأفضل أن يترك هذا الإعلام للوالد الآخر إذا كان هذا - من جهته - يقف من الجنس موقفًا أكثر موضوعية وصفاء ، أو إذا كانت علاقته بالابن المعنيّ أقل توترًا واضطرابًا[8].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق